قررت "سمية الخشاب" أن تنتج لنفسها فيلما عنوانه "زنقة حريم". الخبر أعلنته "سمية" أكثر من مرة في عدد من الأحاديث. وبالطبع فإنه حق أصيل للنجم أن يُنتج لنفسه.
في العادة نرى ذلك يتكرر كثيرا في الحياة الفنية. مثلا المنتج والممثل "عبد الله الكاتب" أنتج لنفسه العام الماضي فيلما اسمه "د. سيليكون" هو فيه البطل، وفشل الفيلم فشلا ذريعا، ولكنها في نهاية الأمر أمواله.
"محمد رياض" كان نجما تلفزيونيا مرموقا وله تجارب سينمائية محدودة، وفي الأعوام الأخيرة صار تواجده محدودا حتى في حدود نطاق التلفزيون. وفجأة اعتقد محمد رياض أن من الممكن أن ينتج لنفسه فيلما سينمائيا يُعيد إليه نجوميته المفقودة، فأنتج في العام الماضي فيلم "حفل زفاف" اعتقد أنه حفل عرسه إلى السينما، فاكتشف أنه بمثابة حفل وداع للسينما.
أما عن "سمية الخشاب" فلقد صعدت تلفزيونيا وسينمائيا في خطين متوازيين؛ كانت ذروتها السينمائية "حين ميسرة" من إخراج "خالد يوسف" في عام 2007، وأصبحت نجمة "بحق وحقيقي" أقصد من الممكن أن تنضم لأول مرة إلى قائمة نجمات الشباك.
كانت معها "غادة عبد الرازق" في دور صغير، وتحملت هي البطولة النسائية أمام "عمرو سعد" الذي كان وقتها مجرد وجه جديد، وبعدها قدمت "الريس عمر حرب" بطولة مشتركة مع "خالد صالح" و"هاني سلامة" و"غادة عبد الرازق"، كان لديها أكثر من مشروع سينمائي ينتظرها كبطلة حتى تتأكد نجوميتها في شباك التذاكر.
ولكن اختلفت مع المنتج "كامل أبو علي" الذي كان هو صاحب شركة الإنتاج التي قدمت أفلامها الأخيرة.
"سمية" تريد أن تظل في نفس الدائرة كبطلة، وهي تحقق ذلك تلفزيونيا؛ حيث قدمت في رمضان الماضي بطولة مسلسل "حدف البحر"، ولكن في السينما يبدو أن الأمر يحتاج مشقة أكبر، خاصة وأن المرأة في السينما المصرية نادرا ما تحصل على البطولة.
الأفلام التي تُرشح لها حاليا خارج نطاق شركة الإنتاج التي اختلفت معها لا تمنحها نفس المكانة السابقة، ولهذا قررت أن تنتج لنفسها، فهل تنجح؟.
عدد من النجوم فعلوها في مراحل عديدة من عمرهم الفني، أشهرهم "فريد شوقي" في مطلع الخمسينيات. لم يكن "فريد شوقي" بطلا حيث كانت السينما ترى البطولة في "كمال الشناوي" و"عماد حمدي" و"يحيى شاهين" و"شكري سرحان".
أنتج فريد "الأسطى حسن" من إخراج "صلاح أبو سيف"، وتبعه "جعلوني مجرما" لعاطف سالم، وبعدها بحوالي ربع قرن أراد أن يتجدد سينمائيا بعيدا عن دور "شجيع السيما" ووحش الشاشة وملك الترسو، ولهذا أنتج لنفسه للمرة الثانية "ومضى قطار العمر".
كان لدى "فريد" منطق يحركه أكثر من مجرد الحصول على البطولة، فلقد توافق مع المرحلة العمرية التي يعيشها، وقرر أن يمتد عمره الفني، ولكن تجارب أغلب النجوم والنجمات الآخرين في مجال الإنتاج لم تكن تتجاوز فقط ضمان البطولة؛ سواء أكانوا يسعون للحصول عليها، أو فاتهم قطار البطولة. لا أستطيع بالطبع أن أُقيّم عملا فنيا قبل أن أراه، ولكن حالة السينما الآن وحالة "سمية" أيضا الآن تُشعرني بأنها في مأزق مزدوج وبالتأكيد "زنقة"!.