الكثير من المسلمين لا يعرفون او لا يسمعون بمعركة اسمها الفاصلة دعوني اعرفكم بها لعلكم تنتفعون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
[ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ, فَيَقْتُلَهُمُ المُسْلِمُونَ, حَتَّى يَخْتَبِىءَ
اليَهُودِيُّ وَرَاءَ الحَجَرِ وَالشَّجَرِ, فَيَقُولَ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ, يَا عَبْدَ اللهِ, هَذَا
يَهُودِيٌّ خَلْفِي تَعَالَ فَاقْتُلهُ, إِلا الغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُودِ].
لن نبكيكم يا أطفال ونساء غزة، فالله مولاكم وبني صهيون لا مولى لهم.. لن نجلس في البيوت كالنساء وننعى دماءكم الزكية.. فقتلانا في الجنة أما قتلى بني صهيون فهم في نار جهنم.. حزننا هو على أنفسنا وأمتنا.. فأنتم الأحياء ونحن الأموات حقا.. أنتم أيها الأطفال الشهداء، طيور الجنة ورياحينها.. فطوبى وبشرى لكم، والذل والعار لمن صمت وغرز رأسه في الرمال حتى لا ترى عيناه شفاهكم الباسمة وأجسادكم المسجاة الطاهرة حينما انتقلت أرواحكم الزكية لتعانق جنات الخلد.
معركة غزة، وعلى الرغم من الخسائر البشرية الجليلة التي تكبدتها أمتنا من أرواح المجاهدين والأطفال والنساء والشيوخ، إلا أن لها من الإيجابيات الكثير مما لا يدركه قتلة الأنبياء والرسل.. ما بعد غزة، والحالة التي زرعها صمود المجاهدين والشعب هناك بإشعال روح الجهاد في الأمة كلها سيكون له من التبعات الخيرة، فالأمة ما بعد غزة حتما ستكون غير أمة ما قبل معركة غزة.
بنو صهيون يعلمون أن نهايتكم قادمة لا محالة، فهم يعجلون بها، قال تعالى: "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ" [الحشر:2] فالمعركة الفاصلة مع عصابة الإجرام والإرهاب الصهيوني هي حتمية ربانية ونبوية، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" (ذكره في: صحيح الجامع الصغير برقم -7414) وفي رواية لمسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله. إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود" (ذكره في: صحيح الجامع الصغير أيضًا -7427) ورواه الشيخان من حديث ابن عمر بلفظ: "تقاتلون اليهود، فتسلطون عليهم، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول الحجر: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله" (ذكره في صحيح الجامع الصغير -2977).
فالمعركة الفاصلة قادمة لا محالة ولن تقوم القيامة إلا بها، وقد تم تحديد ميدان المعركة في حديث آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتقاتلنَّ المشركين حتى يُقاتل بقيّتُكم الدَّجالَ على نهرِ الأردن، أنتم شرقيّه وهم غربيّه) رواه الطبراني والبزار، وقيل رجال البزار ثقات.
إذن المسلمون سيجتمعون في المعركة الفاصلة شرقي نهر الأردن، في أرض الحشد والرباط، هذه الأرض المقدسة التي باركها الله، فهي من أكناف بيت المقدس، وبني صهيون سيكونون غربي نهر الأردن على أرض فلسطين المغتصبة.
واليوم نرى أن طرفا من أطراف المعادلة النبوية قد اكتمل، فقد تجمع بنو صهيون في غربي نهر الأردن، وبنو مدنهم المحصنة – المغتصبات- والجدر "لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) [الحشر:14] أما الطرف الثاني في المعادلة فهو في طور الاكتمال.
إذن لا بد من إكمال طرفي المعادلة كلاهما حتى يتحقق الوعد النبوي في الخلاص من بني صهيون وتدمير دولتهم الدموية، ولا يمكن تحقيق ذلك حتى يحتشد المسلمون من كل بقاع العالم شرقي نهر الأردن، فالمعركة هي ليست بين العرب واليهود، أو الفلسطينيين وبني صهيون، أو حماس أو فتح في مواجهة قتلة الأنبياء، إنما هي معركة فاصلة بين جموع المسلمين واليهود الذين احتشدوا في أرض فلسطين المباركة شرقي النهر.
النداء الذي أطلقه العلامة عبد المجيد الزنداني من اليمن بضرورة فتح معسكرات التدريب للمجاهدين وما صدر عن 42 عالما مصريا من بيان أعلنوا فيه ضرورة فتح باب الجهاد ضد الصهاينة وما صرح به الشيخ عبد المنعم أبو زنط بأهمية فتح باب الجهاد المسلح لنصرة أهالي غزة، ما كل هذا إلا مخاض حقيقي لولادة جبهة الجهاد الإسلامية الحقيقية تمهيدا للمعركة الفاصلة ضد بني صهيون.
نصرة أهالي غزة من أطفال ونساء وشيوخ يجب أن يتعدى إطار التنديد والتظاهر واللقاءات والبكاء والعويل وإسنادهم فقط بالطعام والدواء، فعلينا التقدم خطوة عملية في الإعداد والاستعداد للمعركة الفاصلة، والعمل على إكمال طرفي المعادلة على ضفتي النهر.. فأهل غزة هم أحوج إلى السلاح والمجاهدين من الطعام والدواء.. فماذا أعددنا لذلك؟؟
